من مشكل لآخر و العقود تمر و التعليم في تراجع

السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته

لعل أزمة التعليم في المغرب أزمة لها مسببات و أسباب متجدرة عبر المسار التاريخي للمغرب . فمنذ فجر الاستقلال و المغرب يحاول الإصلاح ما استطاع و أول المراسيم كانت تعتمد على أربع محاور هامة و هي : التوحيد و التعريب و التعميم و مغربة الأطر . و سار المغرب في تعثرات و صعوبات التطبيق . و المشاكل تتراكم و تزداد عقدا بعد عقد . حتى وصلنا إلى أواخر الثمانينات و أوائل التسعينيات التي شهدت ميلاد المستوى السادس في المدرسة الابتدائية فكانت القشة التي قسمت ظهر البعير . فقد فكر المخططون المغاربة في ذلك الوقت في الجانب المادي قبل الجانب التربوي ، فبحذفهم مستوى من الإعدادي و إضافته إلى الابتدائي فقد وفروا ميزانية هامة لأن في المدرسة الابتدائية يكفي معلم واحد لتدريس جميع المستويات و لكن في الإعدادي هناك تخصص فلابد اعدد لا يقل عن 7 أساتذة للقيام بهذه المهمة .

و قد كان حري بهؤلاء أن يفكروا في الجانب التربوي قبل المادي . فيعمدوا إلى إضافة المستوى الخامس في الابتدائي إلى الإعدادي حتى يستفيذ التلاميذ من الدراسة بالتحصص و يبقى في الابتدائي 4 مستويات فقط .

عامل آخر ينضاف إلى هذا جاء به ميثاق التربية و التكوين و هو عامل خفض سن التمدرس . فقد شرع في تسجيل التلاميذ الجدد في القسم الأول مع سن الخامسة و النصف فلم يترك لهم سوى سنة أو سنة و نصف للتعليم الولي . كما أن الفصول الدراسية أصبحت مكتظة و مزدحمة . فمذا و فرنا لهاؤلاء الصغار من بنايات و وسائل و تجهيزات و غير ذلك ؟ لا شيء بالفعل و إنما كان هذا القرار للتباهي فقط أمام وسائل الإعلام الوطنية و الدولية بأن المغرب يحقق نسبة من التمدرس عالية .